أستراليا تستعيد 17 مواطناً من مخيّمي "الهول وروج" في سوريا

أستراليا تستعيد 17 مواطناً من مخيّمي "الهول وروج" في سوريا

استعادت أستراليا، اليوم السبت، 4 نساء و13 طفلا، بعدما احتجزوا لسنوات داخل مخيّمين في سوريا، عقب سقوط تنظيم داعش الإرهابي.

وتعد هذه العملية الأولى ضمن سلسلة مهمات مقررة لاستعادة حوالي 20 امرأة أسترالية و40 طفلا، هم زوجات وأبناء مقاتلين مفترضين من تنظيم داعش، من مخيمي الهول وروج، وفق فرانس برس.

وقال كمال دبوسي، وهو والد إحدى النساء الأربع، إن بعض الأطفال سيحتاجون إلى الرعاية الطبية.

وقال “دبوسي” في تصريحات صحفية، "الجميع في وضع جيد جدا لكن توجد بعض الظروف الصحية"، منوها بأن "عددا من الأطفال يعانون مشكلات صحية خطيرة، وبالتالي نرغب في أن يتم فحصهم في أسرع وقت ممكن".

وأفاد “دبوسي” بأن ابنته مريم (31 عاما) "أُرغمت" على السفر إلى سوريا من قبل زوجها الذي لم يعد على قيد الحياة، ولا تُمثل أي تهديد لأستراليا.

وقالت وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية كلير أونيل، إن الحكومة درست "مجموعة من العوامل المرتبطة بالأمن والمجتمع والرعاية الاجتماعية"، قبل الموافقة على استعادة النساء والأطفال.

وأضافت في بيان أعقب وصول المجموعة المكوّنة من 17 شخصا إلى سيدني، أن "قرار استعادة هؤلاء النساء وأطفالهن جاء بناء على تقييمات فردية بعد عمل مطوّل قامت به وكالات الأمن القومي".

وتعد استعادة أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش قضية مشحونة سياسيا في بلد لطالما عرف بنهجه المتشدد حيال الهجرة.

وأشار حزب المعارضة الأسترالي المحافظ مرارا إلى مخاوف مرتبطة بالأمن القومي كمبرر لرفضه إعادة المواطنين المحتجزين في المخيمات السورية.

وقالت أونيل، إنه يمكن أن تتم مقاضاة النساء في أستراليا إذا خلص عناصر مكافحة الإرهاب إلى أنهن تورطن في نشاطات غير قانونية في سوريا.

بدورها، علّقت الباحثة لدى "هيومن رايتس ووتش" سوفي ماكنيل على الإعلان بالقول، إنها "خطوة جاءت متأخرة كثيرا".

وأضافت، "على مدى سنوات، تركت الحكومة الأسترالية مواطنيها ليواجهوا ظروفا مروعة أثناء الاحتجاز في مخيمات في شمال شرق سوريا".

وأردفت، "يمكن لأستراليا أن تؤدي دورا قياديا في مكافحة الإرهاب عبر عمليات الاستعادة المنظمة هذه لمواطنيها، علما أن معظمهم أطفال لم يختاروا يوما العيش في ظل حكم تنظيم داعش".

وأقامت النساء الأستراليات والأطفال في مخيمي الهول وروج في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا منذ انهارت عام 2019 "دولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش.

وفي عام 2019، أطلقت أستراليا مهمة إنقاذ سرية لإعادة 8 أيتام أستراليين، من بينهم مراهقة حامل، من المعسكرات، لكن منذ ذلك الحين رفضت الحكومة إعادة أي شخص آخر إلى الوطن بسبب مخاوف أمنية.

وناشدت واشنطن والسلطات الكردية مرارا الدول إلى استعادة رعاياها و"عدم تركهم عرضة للاستغلال والتجنيد" من قبل التنظيم.

ورغم النداءات المتكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع "كارثية" خصوصا في مخيم الهول، ترفض غالبية الدول استعادة مواطنيها.

ويوجد عشرات الآلاف من النساء والأطفال محتجزون في ظروف مزرية، يصفها خبراء أمميون بأنها "غير آدمية"، وبموجب القانون الدولي، ربما يرقى الوضع إلى حد التعذيب وضروب المعاملة اللاإنسانية والمهينة.

وتضم المخيمات أكثر من 64 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، ومخيم "الهول" هو المخيم الأكبر للاجئين الذين فروا من أوطانهم، ويقطنه قرابة 62 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية